هو ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي وشهرته ياقوت الحموي، وُلد في بلاد الروم (اليونان) عام 574هـ/1178م، وتعرض للأسر وهو صغير، وابتاعه ببغداد تاجر يعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، فنُسب ياقوت إليه، ونشأ مسلما وغلب عليه لقب الحموي
كان مولاه عسكر أميا لا يعرف شيئا سوى التجارة، لكنه عنيَ بتعليمه، لينتفع به في تجارته، فتلقّى العلوم المعروفة من نحو ولغة، ولما كبر شَغَله مولاه بالأسفار في تجارته إلى كيش وغمان.
وكان يعيش من نسخ الكتب، بعد أن جاب البلدان، فزار تبريز أشهر مدن أذربيجان سنة 610هـ، وزار مصر ما بين 610ـ613هـ. كما زار دمشق سنة 613هـ وتوجه إلى حلب مارّا بحمص وحماة، وخرج إلى الموصل ومنها إلى أربيل، ثم اتجه إلى خراسان التي كانت تحت حكم محمد بن تكش خوارزم شاه (569-617) فأقام فيها يتاجر في مدنها، واستوطن مرو مدة، ثم انتقل سنة 616هـ إلى خوارزم.
وقد استفاد كثيرا مما جمعه من المكتبات التي تردّد عليها في مراكز الثقافة التي نشطت فيها الحياة الفكرية، كدمشق وحلب في ظل الحكم الأيوبي، وقد أقام الحموي في مرو 3 سنوات وكان فيها 12 ألف مجلد أو ما يقاربها، وكان يستعير في وقت واحد ما يقارب من 200 مجلد، فكان "يرتع فيها ويقتبس من فوائدها".
معجم البلدان
ويعد من أشهر كتب الحموي باشر فيه عام 625هـ ، وأهدى نسخه بخطّه إلى القاضي أبي الحسن جمال الدين الشيباني. وهذا الكتاب من أعظم المراجع، وهو مؤلف في أسماء البلدان والجبال والأودية والقيعان والقرى والمدن والبحار والأنهار والغدران والأصنام والأوثان، مرتّبة على حروف الهجاء، ويمتاز بدقّته واتّساعه وجمعه بين الجغرافيا والتاريخ والعلم والأدب، وكان الحموي أمينا في ذكر مصادره ومراجعه التي اعتمد عليها، وكان من أكثر العلماء عناية بمظاهر الثقافة الشاملة، ومن أبعدهم عن الأخذ بالخرافة والأساطير.
معجم الأدباء
هو كتاب فخم يتكون من 20 جزءًا ، جمع الحموي فيه عددا هائلا من الأدباء في مختلف صنوف وأجناس الأدب، من شعراء وخطباء وحكماء وفلاسفة ومؤلّفين مرموقين، وكان حريصا على أن "يأتي بالأصيل النافع ، وحرص على أن يذكر أسماء مئات الكتب مما لم يعد متداولا في عصرنا الحاضر".
وللحموي مؤلّفات عديدة ايضا منها كتاب: المقتضب في النسب ، معجم الشعراء ، المبدأ والمآل ، مجموع كلام أبي علي الفارسي ، أخبار المتنبي، كتاب في الديارات.

إرسال تعليق